صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي النمر
عن الكاتب :
شاعر أحسائي من مدينة الدمام

انثيالات على جدار عبدالقيس

 

علي النمر
——
نوى ألفا
وغير الصفر ما ألفى
نديمًا يكتوي من همِّه المنفى

هنا شجنٌ فراتيٌ ،
وخاصرةٌ
عليها يولد الحرمان ملتفّا

هنا الطوفان بعد الـ «نُوح»
دُرويش
تجلّى عن غد يطوي المدى دُفّا

وشفّت عن كثيب الطين
خارطة
لها من سكرةِ الصوفيِّ ما شفّا

تخفّى
والهوى الكوفي مكتحلٌ
بإيمانٍ ترابي به خفّا

غريبًا طفلٌ عبدالقيس
يرسمه سؤالٌ
عن سؤالٍ الخضرِ ما كفّا

رأى «موسى» له في الحوت ذاكرةٌ
ويمٌّ كان للنسيانِ ..
قد جفّا

يرقّع ذات مدرعةٍ مرقّعةٍ
وجلبابٍ فقيريٍّ له لفّا

وآخى حب هارونٍ ،
لذا ربذت له الدنيا
فآنس في الهوى الحتفا

أتكفي جُبّةُ الحلاّجِ صاحبها
وتُخفي من غريّ العشق ماأخفى؟

••••

ويمضي طفلُ عبد القيس ،
لا رئةٌ
فينفثُ من زفيرٍ المشتكى حرفا

ويمضي ،
يأكلُ المعنى له طرَفًا وجوديًا ،
ويغضي عن أسىً طرْفا

ويمضي
إذ له عينان من وجع
بها لما تولّى في الهوى لُطفا

وهاجر في سديم الذكر ،
كان هنا «عليٌّ»
عند هذا الحزن مصطفّا

يعالج وجه غربتنا
ببسمته
وندري أن في مكنونه نزفا

ونذكر كيف كان اليُتم قيثارًا
وهمس الريح في أرجائه حفّا

هنا يبكي ،
وتبكي خلف أعينه
مساءاتٌ إذا ما جفنه رفّا

خَدِينُ اليتمِ ،
يلوي اليتمُ أعينه
فيُدنيهم إلى أحضانه زُلفى

ليمضي خلف هذا الحزن سارحُهُ
فينسى أن خلف دموعهِ خَلْفا

هنا إذْ تغبطُ المأساةُ صاحبَها
ستعقده احتداماتُ الأسى مشفى

••••

ويمضي طفلُ عبدُ القيس
مغبونًا
يُعلّقهُ اختلاجٌ صاعدٌ زحفا

فلا يرقى لأعناق فيُعتِقها
ولا يهوي فيُشفي خاطرًا عفّا

ويمضي ،
حاملاً تامورَ أحجيةٍ
لها في منتهى أوجاعها ملفى

لساقٍ كان يسقي الأرض قادِمها
ويطفق كي يواري سَوأَها خصفا

لإيمانٍ على أنفاسِ حنجرةٍ
تنفّسها
ولكن لم يجدْ نَصْفا

لوجهِ الأرضِ
حين الأرضُ ضامرةٌ
تأبّت أن تَلي آبارَهُ رَشْفا

فيدري رغم هذا العمر حاضرَهُ
وكيف انزاح عن ربّانه المرفا

هنا
ينمو الشجى العَبديٌّ في سَنةٍ سنينًا ،
 إذْ يوفّى حظه الأوفى

فطفلٌ تشحذ الآلام خاطرهُ
حريٌّ حين يُمضي وعيُه حِلفا

يناصف كل هذي الأرض أسودها
وتبحث
كي تديم لحزنه النصفا

11-2-2017

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة