علمٌ وفكر

تزداد الخلايا العصبية في اللوزة الدماغية عندما يصبح الأطفال بالغين باستثناء المصابين بطيف التوحد


المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي ..

في اكتشاف جديد مذهل، وجد باحثون من معهد مايند  MIND في جامعة كالفورنيا في ديڤيس UC Davis  أن الأطفال الذين ينمون بشكل طبيعي يكتسبون مزيداً من الخلايا العصبية في منطقة الدماغ التي تتحكم في السلوك الاجتماعي والعاطفي، وهي اللوزة الدماغية، وعندما يصبحون بالغين.
هذه الظاهرة لا تحدث لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد (ASD). ولكن، الأطفال المصابون بالتوحد لديهم كثير من العصبونات في أول حياتهم ثم  يفقدونها عندما يصبحون بالغين كما يبدو. تم نشر النتائج في ٢٠ مارس في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم Proceedings of the National Academy of Sciences (PNAS).
اللوزة هي مجموعة صغيرة تتكون من ١٣ منطقة (نواة) بشكل (ثمرة) اللوزة تعمل ككاشف خطر في الدماغ لتنظيم القلق والتفاعلات الاجتماعية. وقد رُبط الاختلال الوظيفي للوزة بالعديد من الاضطرابات النفسية والنمو العصبي  neurodevelopmental، بما في ذلك اضطراب طيف التوحد والفصام واضطراب ثنائي القطب والاكتئاب.
تقول سينثيا شومان، الأستاذة المساعدة في قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية في معهد MIND  بجامعة كاليفورنيا في ديفيس: وكبيرة مؤلفي الورقة "إن اللوزة الدماغية هي بنية دماغية فريدة من نوعها بحيث أنها تنمو، بشكل مثير خلال فترة المراهقة، أطول من مناطق دماغ أخرى  كلما أصبحنا أكثر نضجًا اجتماعيًّا وعاطفيا".  "وأي انحراف عن هذا المسار الطبيعي للنمو يمكن أن يؤثر بعمق على السلوك البشري".

لفهم العوامل الخليوية التي تكمن وراء نمو اللوزة، قام الفريق بدراسة ٥٢ دماغاً بشرياً بعد الوفاة، كلا الأدمغة الطبيعية neurotypical  والمصابة بطيف التوحد، تتراوح بين  سنتين  إلى ٤٨ سنة في العمر.
وقالت شومان: "لقد فوجئنا عندما اكتشفنا أن عدد الخلايا العصبية في إحدى مناطق اللوزة قد زاد بنسبة تزيد عن ٣٠٪ من الطفولة إلى البلوغ في الأفراد الذين ينمون بشكل عادي ".
كانت الصورة مختلفة تمامًا في الأشخاص الذين يعانون من طيف التوحد. كان هناك المزيد من الخلايا العصبية في الأطفال الصغار المصابين بطيف التوحد، ولكن مع تقدمهم في السن، انخفضت هذه الأعداد.
وقالت شومان: "لا نعرف ما إذا كان امتلاك عدد كبير جدًّا من الخلايا العصبية في اللوزة في مرحلة مبكرة من النمو في حالة اضطراب طيف التوحد يرتبط بفقدانها الظاهري في وقت لاحق". "من الممكن أن امتلاك  عدد كبير جدًّا من الخلايا العصبية مبكرًا يمكن أن يسهم في القلق والصعوبات مع التفاعلات الاجتماعية. ومع ذلك، بمرور الزمن، يمكن  لهذا النشاط المستمر أن يباطيء النظام ويؤدي إلى فقدان الخلايا العصبية. "
وتعتقد شومان وفريقها أنه إذا استطاعوا تفسير كيف تتغير الخلايا خلال فترة المراهقة في اللوزة، فقد يكون من الممكن التدخل وعلاج الأعراض كالقلق الذي يتطور لدى الأشخاص المصابين بطيف التوحد وغيره من الاضطرابات العصبية والنفسية.

المصدر
https://www.ucdmc.ucdavis.edu/publish/news/newsroom/12731

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة