متابعات

ندوة تستعرض حياة الشيخين المعتوق والمحسن في الأمسية القرآنية الخليجية الثانية

 

استعرضت ندوة ضمن برنامج الأمسية القرآنية الخليجية الثانية مساء الخميس 5 أبريل، والتي نظمها لجنة عشاق العترة ببلدة سنابس –شرق المملكة- بالتعاون مع لجنة بحار القرآن سيرة العالمين الراحلين (الشيخ عبدالله المعتوق والشيخ علي بن يحيى المحسن) عليهما الرحمة.


واستضافت الأمسية الشيخ أحمد القطري والشيخ علي الكواي لتسليط الضوء على علمين من أعلام منطقة القطيف، حيث ذكر الشيخ القطري أن العلامة المعتوق بدأ دراسته العلمية في القديح لدى الشيخ علي بن حسن البلادي ثم انتقل للدراسة عند الشيخ محمد صالح آل فردان البلادي القديحي ثم توجه للدراسة إلى النجف الأشرف وعمره 22 سنة وظل هناك حتى 1312هـ ، ثم عاد إلى بلاده عن طريق البحرين وتوجه إلى الأحساء وسكن عند الشيخ محمد العيثان، وبعدها عاد إلى العراق في عام 1318هـ وظل في كربلاء المقدسة حتى عام 1327هـ حيث خُرج منها قسرا بسبب بعض الجهات.


واعتبر الشيخ القطري أن العلامة المعتوق من علماء الطراز الأول بناء على أساتذته وإجازاته وتلامذته حيث أن من أساتذته الآخوند الخرساني صاحب العروة، وقد أجازه للاجتهاد آية الله أبي تراب الخونساري مرتين والسيد علي الغروي والسيد محمد حسين الكاشاني والشيخ محمد تقي آل الشيخ أسد الله وهي خمس إجازات من كبار العلماء، ومن تلامذته السيد حبيب الله الرشتي، والسيد الحكيم، والسيد ماجد العوامي، والشيخ علي الجشي، والشيخ السماوي، والشيخ علي بن يحيى.


وقال الشيخ القطري: "مقام الشيخ المعتوق مقام شامخ وشخصية علمية فذة تحكي عن واقع حقيقي، وما ورد عن كونه لم يترك الكتابة وهو صحيح بحسب من ورد ع آباءنا وكان له خلوة في بيت الشيخ عيسى السني وهو أحد تلامذته، ولم يظفر العلماء إلا على بعض الرسائل العلمية كرسالة المشتاق وهو بحث أصولي صرفي وكذلك رسالة في الشكوك ورسالتان في الرضاع وهما مجازتان تعليقة على رسالة آية الله هاشم السلمان والد السيد ناصر السلمان والد السيد علي الناصر"، وبين أن الشيخ المعتوق له مقلدون في الأحساء والقطيف والأهواز.

وبين الشيخ القطري أن مسألة التعليم من الأدوار التي قام به الشيخ المعتوق وكان يقصده العديد من العلماء القاصدين لتعلم العلوم الدينية وحتى من خارج جزيرة تاروت وهو المائز في شخصية الشيخ عليه الرحمة، وكذلك تعليم عوام الناس وأشرف على الكثير من القضايا حتى أنه علم الناس في فترة من الفترات كيفية تغسيل الموتى في وقت كانت تفتقر الجزيرة إلى ذلك، وإقامة صلاة الجماعة، كما تصدى للقضاء وتفقد الفقراء والمحتاجين في الجزيرة.

أما الشيخ الكواي فذكر أن العلامة المحسن تلقى التربية على يدي والديه وأرسلوه إلى الكتاتيب وتلقى تعليمه علي يدي الشيخين عبد الله بن معتوق والشيخ عيسى السني وأيضا الشيخ رضي الحاج علي الصفار، ولم يكتفي بهذا القدر وسافر إلى النجف الأشرف لإكمال تعليمه وتتلمذ على يد كبار العلماء هناك.

وأوضح أن لدى الشيخ علي بن يحيى له العديد من الآثار العلمية والشعرية ومنها منهاج الصواب في الحساب وكتاب التبيان في المعرب والمبني، وكتاب "فك الرقبة من توريث العصبة"، وكتاب "مصباح السلوكيات: تعلم أحكام الشعوب"، وكتاب " جامعة الفوائد وفاكهة الموائد"، وله قصائد "غاية الأمل لطالب باقي أحكام الخلل" وتذكرة الطالب في معرفة الإعراب" وهكذا بعض الأدبيات، وأشار إلى أن الشيخ علي بن يحيى كان من ضمن أدواره التعليم والقضاء والوقوف على حوائج الناس

وذكر الشيخ القطري أن الشيخ علي بن يحيى أصيب بمرض البروستات منعه من الخروج، فأخذ بتدريس الخطباء في منزله وكان من ضمنهم  الشيخ عبد الرسول البصارى ودرسهم "قطر الندى"، وأشار إلى حصول الشيخ المحسن إشادات عديدة من علماء القطيف والأحساء بينهم إشادة الشيخ محمد الهاجري إذ قال فيه: "هذا الرجل قامة علمية لم يعرف ليومنا هذا".

وبخصوص عدم وجود صور للشيخ المعتوق، بين أنه من الممكن ان الشيخ من العلماء الذين لديهم إشكال في التصوير، أو بسبب أنه تواجده في تاروت بعد عودته من العراق حيث لم يوجد في تلك الحقبة أي مصور.

وعند سؤال الشيخ القطري عن عدم وجود مشاريع تعرف بالشخصيتين العلميتين، أفاد أنه لا يوجد ارتباط زمني بشخصية الشيخين من جيلهم  ومن الأجيال اللاحقة، متطرقا إلى وجود العديد الأشعار لديهم التي تزخر بالولاء لأهل البيت عليهم السلام والعاطفة.

وصدحت أصوات قراء القرآن في الأمسية متنقلة بين المقامات القرآنية، حيث شارك في الأمسية القارء علي حماد من القطيف، والقارئ عبدالله الخياط من الكويت، والقارئ محمود المحروق والقارئ محمود الإسكافي من البحرين، فيما شاركت فرقة "كريم أهل البيت عليهم السلام" بفقرة التواشيح الدينية.

وقال حبيب الجبران رئيس المجلس القرآني المشترك بخصوص الأمسية: "نحن نشجع وندعم بقوة على إقامة مثل الأمسيات القرآنية التي تعود على المنطقة بالنفع والبركة، ويعد إحياء لثقل الأول الذي أوصانا فيه الرسول الأكرم والعترة الطاهرة".

مواقيت الصلاة