فجر الجمعة

الشيخ الزاكي: سعادة البشر لا تكون إلا باتباع الرسول (ص)

 

تحدث سماحة الشيخ عبد الجليل الزاكي خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد عيد الغدير بمدينة سيهات جنوب القطيف عن سعادة المجتمعات ووصولها للكمال تحت عنوان "خاتم النبوات الإحتياج الدائم".

تقدم الشيخ عبد الجليل الزاكي أمام حشد من المؤمنين بأحر التعازي من مقام صاحب العصر والزمان ومن المراجع العظام والأمة الإسلامية جمعاء لمناسبة ذكرى رحيل النبي الأكرم (ص)، مستهلا حديثه بما ورد عن الرسول الأكرم (ص) أنه قال "الفقر فخري وبه أفتخر على سائر الأنبياء"، معتبرا أن "الجانب الروحي هو أساس الوجود في التكامل الإنساني ونحو الله سبحانه وتعالى".

وأضاف "بعض الصوفيين يتخييل أن الرسول بمقصوده هو الفقر المادي، كأنما حقيقة الفقر أن يعيش الإنسان بلباس مرقع ويكون في بؤس وفقر، أما النبي فكان مقصوده بالفقر هو الفقر الروحي والإحتياج الدائم لله سبحانه وتعالى".

ورأى سماحته أن "المجتمع الإيماني هو مجتمع التكافل، لذلك سن قضية الخمس وطالبهم بالزكاة من اجل رفع مستوى الجانب المادي والمعيشي للفقراء في المجتمع الاسلامي"، متابعا "في كل مراحل النبوات كانت تعمل على رفع الحرمان والقضاء على الفقر في الوسط الإجتماعي".

ولفت الشيخ الزاكي إلى أن "التشريعات المالية إنما كانت لأجل إخراج المجتمع من متاهات الحاجة والبؤس التي تعيشها (...)، هذا الفقر الأعظم الذي صار سببا لافتخار النبي هو الفقر إلى الله والرجوع إليه، هذا هو معنى حقيقة العبودية لله سبحانه وتعالى".

واعتبر سماحته أن "غذاء الروح هو أشد من احتياجنا لغذاء البدن، كلما كان أشد كلما بلغ الألم درجة لا يقوى الإنسان على البقاء في الحياة بدون هذا الغذاء".

وأردف "لكن المشكلة الكبرى والإحساس بالجوع الروحي ليس من سنخ المشاعر المادية التي تبرز نتيجة حركة الأعضاء، بالنتيجة يكون موت البصيرة ويكون الشعور مفقودا أيضا"، مضيفا "لابد أن نعلم أن الموعظة الطيبة هي حياة القلوب، وهي أطيب وأفضل غذاء".

وشدد الشيخ الزاكي على أن "سماع الموعظة هو تعبير عن الفقر إلى الله سبحانه وتعالى والرجوع إليه"، لافتا إلى ضرورة العلم بأن الشبع "عن هذه الموعظة هو دليل الإستغناء الذي يؤدي بصاحبه إلى الطغيان وإلى المفاسد، لأن الروح بخلاف الجسد تعيش أبدا، أما الجسد فله زمن محدد وينتهي دوره".

وتابع "يعتبر الله تعالى أن الإنسان ذو الأخلاق الحسنة صالحا لأن يكون قدوة للآخرين، وبما أن النبي أسوة حسنة للآخرين لابد للمؤمن أن يكون أيضا كذلك أسوة ويقتدي بالنبي (ص)، وهي حقيقية أساسية في قضية أخلاق النبي، وكما أخلاق النبي عظيمة فإن علمه ينسجم مع ذلك الخلق العظيم، وإلا لكان بلا فائدة ولذلك يقول أمير المؤمنين (ع) رب عالم قد قتله جهله، وعلمه معه لا ينفعه، لابد أن يكون في إنسجام مع الجانب الاخلاقي والعلمي".

وأكد سماحته على أن "النبي يهدي قافلة البشرية نحو منبع الكمال والسعادة، لأنه يعرف جيدا جهة الخلقة أيضا وما هو الهدف منها، فالعقل لا يكفي وحده لسعادة البشر، بل يحتاج إلى مرشد وموجه"، مضيفا "لاحظوا المجتمعات الشيوعية عندما طرحوا القانون المتحلل من الوحي، أصبحت الحياة عندهم مادية وافتقدت الجانب الروحي وابتعدت عن جادة الصواب".

وتابع مشيرا إلى أن "الإقتداء بالرسول يكون عملا وسلوكا، وشخصية النبي لها جوانب متعددة وعلينا أن نقتدي بها بالمقدار المستطاع، فسعادة البشرية على جميع المستويات هي باتباع الرسول (ص)".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة