لقاءات

فرحة آل سالم: الفن التشكيلي حياة ومتنفس وقت الشدائد


نسرين نجم ..

تعشق التحدي واكتشاف الجديد في الفنون المتنوعة من رسم إلى نحت إلى تصوير، تعلقها بهذه الفنون دفعها إلى تطوير موهبتها والعمل عليها بإتقان لتنتج أجمل الرسومات والمنحوتات، منطلقة من الإيمان بذاتها ومن دعم الأقربين لها، سيما أنها خاضت مجال النحت على الخشب، وهو من المجالات القليلة التي تخوض النساء غمارها، إنها الفنانة التشكيلية فرحة آل سالم التي أجرينا معها هذا الحوار:


* من علم الأحياء إلى الخط والرسم:
درست الفنانة التشكيلية فرحة آل سالم علم الأحياء، ولكن في قلبها كان هناك شغف بعوالم الفن المتنوعة من حفر على الخشب إلى الرسم على الزجاج، وهذا الشغف تملكها: "منذ الصغر، وكنت أسعى جاهدة لإنجاز أي مهمة بإتقان بقدر الإمكانات المتاحة لدي، كنت أتمنى أن تكون دراستي الأكاديمية ضمن الفنون الجميلة ولكن لم تسمح الظروف بذلك، فالتحقت بقسم العلوم وتخصصت في مادة الأحياء التي كانت تستهويني أيضًا، وفي نفس الوقت في هذا المجال كنت أرسم النباتات والحيوانات المختلفة  وأيضًا الإنسان، فعندما كنا في المرحلة الجامعية وسيما في المادة التي تتطلب حضورنا في المعامل التي تزخر برسومات حقيقية ومن واقع العينة مباشرة، فكنت آخر طالبة أخرج من المعمل لأني استهلك كل الوقت المتبقي في الرسم".


وتعتبر فرحة آل سالم بأن الفن التشكيلي يعني لها: "حياة، عشق حقيقي، ومتنفس في وقت الشدائد " وهو يعبر عن جزء من شخصيتها فتقول: "لا شك أن كل فنان ينعكس أسلوبه وشخصه على عمله، من صفاتي الصبر والتحدي والانضباط والحب للفن  فهذا يتمثل بشكل جلّي في أعمالي".


فرحة آل سالم من النساء القلائل اللواتي خضن تجربة الحفر على الخشب وزخرفته بطريقة فنية رائعة، وحول كيفية تحويل قطعة الخشب الجامدة إلى لوحة فنية ناطقة بالإبداع تقول: "بداية العمل أتأمل في قطعة الخشب التي أمامي وأفكر في الموضوع المناسب لها، ثم  أبدأ برسم الخطوط أو الزخرفة أو البورتريه بقلم رصاص، ثم باستخدام الأزاميل أبدأ بعملية النحت ..وطبعًا تتطلب هذه العمليه جهدًا ووقتًا ودقة، كذلك توخّي الحذر أثناء العمل".


عوائق وصعوبات ودعم ومساندة:
عن مدى اهتمام المرأة بالحفر على الخشب، وهل استطاعت أن تثبت نفسها في هذا المجال؟ تعتبر آل سالم بأن: "المرأة نشيطة على كافة المجالات والأصعدة وبمجرد وجود الفرصة المناسبة علينا أن نبادر إلى اغتنامها، ولو توفرت لنا الدراسات والأدوات المناسبة عندها سنبدع وبتميز أيضًا".


فن الحفر على الخشب يتطلب جهدًا، وفيه بعض الصعوبات، منها حسب الفنانة التشكيلية فرحة آل سالم: "توفير الأخشاب أحيانًا وكذلك أدوات النحت، أيضًا هذه العملية تحتاج إلى بذل جهد ولا تخلو من الخطورة لأن الأدوات المستخدمة حادة وخطيرة ". وعن دعم الرجل لها في هذا الفن تقول: "هناك دعم كبير من الرجل، فبداية تعلمت مبادئ النحت على يد الأستاذ سيد رضا العلوي، كذلك كان للرجل دورٌ في توفير الأخشاب المناسبة، مثل الأستاذ علي رستم من البحرين وكذلك النحات عبد الهادي فرحان من الأحساء، ولا أنسى رفيق دربي وشريك حياتي الذي يرافقني إلى هذه الأماكن".


بالانتقال إلى عالم الرسم على الزجاج سألنا آل سالم عن مدى دقة هذا العمل، وكيف عملت على تطوير هذه الموهبة؟ أجابت: "يتطلب هذا العمل دقة لأن أي خطأ سيضيع العمل، كذلك اختلاف السطح، فنجد الأكواب مثلًا غير مستوية فهنا يلزم التركيز في العمل لدرجة انقطاع النفس، النحت على الزجاج هو اجتهاد شخصي فأنا من الشخصيات التي اتحدى ذاتي كثيرًا، ومؤمنة بقدرة الشخص على الإنتاج إذا ما أراد ذلك.. المحاولة والتكرار خير وسيلة للتطوير. أما بالنسبة لتطوير موهبتي فقد طورتها من خلال حضوري لورش الكثير من الفنانين والفنانات على مستوى منطقتي في القطيف وخارجها، كذلك زيارة المتاحف في كثير من الدول العربية والأوروبية، ومن خلال مشاركاتي في المهرجانات والمعارض".


في عالم الرسم نجد فرحة آل سالم تتوجه إلى الألوان الزيتية بشكل عام، فهل هناك من سبب معين؟ تقول: "الألوان الزيتية تمثل الواقعية بالنسبة لي، أيضًا استخدمت الأكريلك في لوحاتي .."، وعن الحنين إلى أمكنة معينة تظهر جليًا في لوحاتها تقول: "المكان هو البيئة ..هو الأمان ..هو الوطن.. الذي يحتضن الإنسان". ونلاحظ بأن الرسم بالأبيض والأسود هو المسيطر على رسمها للبروفايلات، وهذا ليس بغريب عليها لأنه الرسم بأقلام الرصاص والفحم يستهويها، وحول ما إذا كانت تجد نفسها أكثر في هذا النوع من الرسم تقول: "لا، وإنما أحب الخوض في كل التجارب الفنية ..كلما فكرت أي الفنون أقرب إلى نفسي ..أبقى حائرة وبلا جواب ..كل الذي أعرفه بأني مؤمنة بأن الإنسان قادر على التعلم والعطاء ..بشرط وجود الحب والرغبة والإرادة بهذه الأشياء فقط نصل للقمة".

وعن مشاريعها الحالية والمستقبلية، فهي الآن في صدد إقامة ورشة في النحت للبورتريه باستخدام الطين، كذلك لنحت الخشب والزجاج، أما مشروعها المستقبلي فهو "إنشاء مرسم كبير يضم مختلف الفنون".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

2017-08-08 14:37:32    ليس للإبداع نهاية

عندما نرى ابداع السيده فرحة آل سالم واختلاف اهتماماتها واتقانها ندرك التحديات والصعوبات التي تواجهها ولكن شغفها وحبها للفن يجعلها تبدع وتتقن اعمالها. اعجابي بفنها يجعلني اتابع كل جديد تقوم بعمله ففي كل مره تثبت انها فنانه متميزه و تقدم لنا شيء مختلف .. اتمنى لها التوفيق والنجاح

2017-08-08 11:34:48    فرحة القلب

انامل ذهبية تزدان بنضج وتألق وابداع وتنوع قلما رأيت مثله في عالم الفن التشكيلي .. مبهرة في تصورها .. بديعة في ألقها .. ورائعة في لمساتها .. موهوبة في خط يدها ..متميزة في تحدياتها .. انها باختصار نجمة ساطعة في عالم الفن مع كل امنياتي القلبية لها بالتقدم والنجاح فهو يليق بها

مواقيت الصلاة