فجر الجمعة

الشيخ الحبيل ينتقد التأجيج الطائفي على ’قناة 24’ويرد على افتراءاتها


في خطبة الجمعة بمسجد العباس عليه السلام في القطيف -(شرق المملكة)، انتقد سماحة الشيخ عبد الكريم الحبيل المقطع الذي انتشر قبل أيام لبرنامج "ستوديو24" على القناة ٢٤ السعودية.

 


وقال سماحة الشيخ الحبيل أنّ ضيف البرنامج الذي عُرّف على أنّه من المثقفين تهجّم على "الشيعة" وعلى "شيعة المملكة" وأخذ ينال من وطنيتنا، في قناة إعلامية محسوبة على إعلامنا، في الوقت الذي يسعى أولـٰئك التكفيريون القتلة لنشر البغضاء في الوطن الحبيب وتأجيج نار الطائفية والتمييز، وقتل المؤمنين في المساجد والحسينيات، وفي الوقت الذي طالبنا ولا زلنا نطالب بالقضاء على كل أشكال التأجيج الطائفي ورفع التمييز، لازالت تلك القناة تؤجج البغضاء وتميز بين أبناء الوطن.

وأضاف سماحته "لقد اتخذوا نموذجًا لذلك من خطبة جمعة أشدت فيها أنا بالانجاز الذي حصل عند توقيع الجمهورية الإسلاميّة اتفاقية مع الدول الست..".

وأوضح سماحة الشيخ ردًا على التشويه والافتراءات التي بثتها "قناة24"، "أولاً أنا أشدت بذلك الإنجاز كإنجاز إسلامي تحقق للإسلام أولاً ولدولة إسلاميّة ثانيًا وأي دولة إسلامية شيعية كانت أم سنيّة تحقق إنجازًا اقتصاديًا أو فنيًا أو في أي مجال من المجالات، من حقنا أن نشيد به، وأن نكبره، لأننا نعتبر أيّ إنجاز، أو انتصار تحققه دولة إسلامية، أو شخصية إسلامية، أنه إنجاز وانتصار للإسلام، ونحن لا ننطلق من منطلقات طائفية بغيضة، ولا منطلقات مذهبية ضيقة، نحن ننظر لمنجزات المسلمين عامة، أيّاً كانت الجهة التي حققته (سنية) كانت أو (شيعية)، لأننا نعتقد أن هذه المنجزات تصب في مصلحة الأمة الإسلامية جمعاء".

 وقال سماحته "كما أن ذلك الضيف نال مني لأنني سمّيت ولي أمر المسلمين الإمام الخامنائي دام ظله بـ"ولي أمر المسلمين" وراح يقول إن هذا مواطن يعيش في المملكة ولا يعتبر خادم الحرمين الشريفين ولي أمره، وإنما يعتبر الخامنائي ولي أمره!..".

و ردًا عليه قال سماحة الشيخ الحبيل "أولاً ولي أمر المسلمين الإمام الخامنائي لُقب بـ"ولي أمر المسلمين" كما كثير من الزعماء منهم من يلقب بـ"الإمام" والملك عندنا يلقب بـ"خادم الحرمين الشريفين" وخلفاء مضو لقبوا بـ"أمير المؤمنين" و"الرشيد بالله" و"المهتدي بالله" وغيرها من الألقاب.

وثانياً نحن شيعة أهل البيت(ع)، نعتقد أنه في زمن غيبة الإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف، أنَّ ولي أمرنا هو الفقيه المجتهد الجامع للشرائط وليست هذه عقيدة (عبد الكريم الحبيل) فقط بل كل شيعي يعتقد بذلك، وذلك بأمر من أهل البيت (ع) وبأمر خاص من الإمام الحجة (عج)، أن المرجعية في عصر الغيبة هي للفقهاء".

وأضاف "هناك إجماع من الشيعة أنّ الفقيه المجتهد الجامع للشرائط هو من له الولاية في عصر الغيبة، وإن اختلف الفقهاء في ضيق وسعة تلك الولاية، منهم من يقول أن له الولاية العامة، ومن يقول أن له الولاية في أمور الحسبة، ومنهم من يقول أن له الولاية بمقدار حفظ النظام العام".

كما أوضح سماحته علاقة "الشيعة" بمراجعهم وفقهائهم قائلًا "وعلاقتنا بمراجعنا لاتقتصر على كونه مجرد مفتي، نأخذ منه الفتوى الشرعية، بل هم المربون، والموجهون لنا، وهم المرشدون، والسيد الخامنائي حفظه الله أحد هؤلاء المراجع، الذين نرجع لهم في التقليد، و نأخذ منهم أحكام الحلال والحرام."

 وأضاف "ولهذا السبب ننظر لهم بقدسية، لأننا لا ننظر للمرجع على أنه مفتي وحسب، ولهذا امتاز المرجع بأن له منزلة قدسية، عند الناس و أصبح صمّام أمان للمؤمنين في عصر الغيبة".

وقال مخاطباً الطائفيين، ومن يطلقون الاتهامات جزافًا، ويحرضون ويأججون الفتن الطائفية، "وليعتبر غيرنا الذين لم يعطوا لكبار العلماء منهم منصب القيادة، فتشتت شبابهم، وصاروا أيدي سبأ، وتشتتوا فكريًا وفقهيًا، وصار كل من تديّن وربى لحيته وأطالها يظن نفسه عارفًا بأحكام الدين، ويفتي للناس، ويحرم ويستحلُّ دماء المسلمين، وأعراضهم، و يعتبر نفسه قاضيًا، وحاكمًا شرعيًا، فيأمر بالحرق والتدمير، والقتل باسم الدين والشرع".

 وختم سماحته "نحن بحمد الله قد تمسكنا بمراجعنا، واتبعنا أحكامهم التي يستنبطونها من مصادر الشرع الحنيف، من القرآن الكريم، ومن سنة النبي محمد (ص)، و سنة أهل بيته عليهم السلام".

وأضاف "ومراجعنا يوصونا باحترام وطنيتنا وهم لايتدخلون في الأمور الشخصية والوطنية الخاصة بنا، بل يرجعون الأمر فيها إلينا، وهم لا يتدخلون في الشؤون الداخلية لأحد أبدًا، ليس هذا أدبهم ولا ديدنهم، ونحن نحترمهم ونقدرهم، ونأخذ أحكام الله تعالى منهم، كما أمرنا بذلك أهل البيت عليهم السلام".

مواقيت الصلاة