صدى القوافي

عصف وشذى للحوراء زينب (ع)


علي مكي الشيخ ..
تَجَلَّيْ حينَ تنفتحُ السَماءُ
ولُوْحِي حيثُ تنتصرُ الدِماءُ
ألا يا هَبَّةَ العَصْفِ المُشَذَّى  
تجَارَي كي يعيشَ بكِ الهواءُ
ويا أفُقاً ترامى العزُّ فيهِ  
تراءي كي يُشِعَّ بنا الضياءُ
يرى وَهَجاً من التِبرِ المُصَفَّى  
تلوذُ على جوانبهِ ذُكاءُ
وإشعاعاً من الزهراءِ ألوى  
على يدِهِ التجلي والخفاءُ
تراءى في سديمِ الغيبِ نجماً  
يشِفُّ على تحجُّبِهِ الصفاءُ
بعيدٌ عن منالِ الوصفِ لكن  
قريبٌ حينَ يطلبهُ الرجاءُ
على مرقاهُ كم صَعَقَ القوافي  
وأعيا المدحَ فانكفأ الحِداءُ
وها أفشيكِ يا حوراءُ سرَّاً  
ينوءُ بثقلِ مَحْمِلِهِ الحياءُ
عرفتُكِ حينما عَلِمَتْ حروفي  
بأنكِ حيثُ لا يصلُ الثناءُ
برَبِّكِ أين يَلْقى الشعرُ مرفاً  
بحيثِ يظللُ الوحيَ الكِساءُ
وأين ترِفُّ قافيةُ المعاني  
بحيثُ يحُفُّ دنياكِ اصطفاءُ
رحى الأشعارِ ها وقِفَتْ لترنو  
رحى الزهراءِ ذُرَّ بها العطاءُ
وألويةُ الحروفِ تلوذُ حيرى  
بحيدرةٍ وفي يدِهِ اللواءُ
بها أبصرتُ في الحورا عليَّا  
تعدَّدت المطالعُ لا السَناءُ
بلاغتهُ بيومِ الطفِّ سالت  
على ثغرٍ سقاهُ الكبرياءُ
وسجدتهُ بليلِ الحربِ عادت  
صلاةَ الليلِ يحضنها العراءُ
وصارمُهُ يلوحُ على يديها  
كبركانٍ، إذا اهتزَّ الرِداءُ
19. أرى سوءاتِ أعداها تبدَّتْ  
ومُرهفُها التجلُدُ والإباءُ
وفي الخيماتِ كم أرنو عليَّاً  
أبا الأيتامِ حفَّ بهِ الخِباءُ
وزينبهُ تجولُ على النواصي  
بعينيها وما في القدرِ ماءُ
تسفُّ الصبرَ في يدِها وتأتي  
لصبيتها بما حملَ الإناءُ
لعمرُكَ في الرؤى ما شطَّ سهمي
كلا السِفْرَينِ في عيني سَواءُ
عليٌ حين يُكْتَبُ للمعالي  
وزينبُ حينَ تُقْرَأُ كربلاءُ
لزينبَ ألفُ ميلادٍ وذكرى  
يجدِّدُها بأحرفهِ البقاءُ
أراها بسمةً في ثغرِ طه  
بوجهِ الدينِ يحفظها الوَفاءُ
وحملاً من حشا الزهراءِ وافى  
لتعرِفَ ذاتَها فيهِ النساءُ
ومولوداً يلاعبهُ عليٌّ  
ويلعبُ في الخلودِ كما يشاءُ
وتِرْباً للزكيِّ على ترابٍ  
تندَّى فيهِ لليومِ السَخاءُ
وصِنْواً للحسينِ وأيَّ صنوٍ  
إلى جنبيهِ قد قُبِرَ الفناءُ
لكم شمخت بِرَبَّتِها المعالي  
وقد رقَدت على السفحِ الإماءُ
فيا حوراءُ أشهدكم بأنِّي  
لكم سلمٌ وللأعدا عَداءُ
لكم كُلِّي تولَّى قبل خلقي  
وكُلُّ خليَّةٍ منهم بَراءُ
أتيتُ معينَ من ورِثَتْ "سلوني"  
وفي كفَّيَّ يرتعشُ السِقاءُ
ظميّاً جئتُ ياحورا وصدري  
يغرِّدُ في جوانبهِ الوَلاءُ
سألتُكِ بالحسينِ فأكرميني  
فذي الحاجاتِ في الأحشاءِ داءُ
وأنتِ على مُنيفِ التِبْرِ نبعٌ  
على جنبيهِ ينسكبُ الشفاءُ
أنا عَطَشٌ على الميعادِ وافى  
فيا عَطْشى وفي يدِها الرَواءُ
على أرْدانِ ظِلكِ أرسلي لي  
ندى العاني فقد ثَقُلَ البلاءُ
فدِرْهَمُ جُودِكُم عندي جِبالٌ  
وقنطاري بغيرِكُمُ هَبَاءُ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة