من التاريخ

مَن هُو السامري

 

الشيخ محمّد هادي معرفة .. 
 ربّما تشككَّ بعض الكتّابِ المسيحيّين في (السامريّ) نسبةً إلى السامرة بلدة كانت في أرض فلسطين بناها (عُمري) رابع مُلوك بني إسرائيل المتأخر عن عهد نبيّ اللّه موسى (عليه السلام) بخمسة قرون ! فكيف يكون معاصراً له وقد صنع العِجل كما جاء في القرآن ؟ 
جاء في سِفر الملوك : وفي السنة 31 لآسامَلِك يهوذا مَلَك عُمري على إسرائيل 12 سنة ، مَلَك في ترصة 6 سنين ، واشترى جبل السّامرة من شامر بِوزنتَين من الفضّة ، وبَنى على الجبل ، ودعا اسم المدينة الّتي بناها باسم شامر صاحب الجبل : السامرة . 
وكان ذلك بعد خروج بني إسرائيل من أرض مصر بنحو مِن ثلاث وعشرين وخمسمِئة عام . 
لكنْ السامريُّ لفظةٌ معرّبةٌ وليست على أصالتِها العِبريّة ، والشين العِبريّة تُبدّل سيناً في العربيّة كما في ( موسى ) معرّب ( موشي ) العبريّة ، و( السيع ) معرّب ( اليشوع ) ، وكما في ( السامرة ) نسبةً الى اسم صاحب الجبل (شامر) .
أمّا السامريُّ ـ في القرآن ـ فليس منسوباً إلى بلدة السامرة هذه ، وإنّما هي نسبةٌ إلى ( شمرون ) بلدة كانت عامرةً على عهد نبيّ اللّه موسى ووصيّه يوشع بن نون ، والنسبة إليها شمروني عُرّبت إلى سامري ، ويُجمع على شمرونيم (سامريّين)، وقد فتحها يوشع وجعلها في سبط ( زبولون ) كما جاء سِفر اليشوع وكان المَلِك عليها حين افتتحها يوشع ( مرأون ) .
هذا ما حقّقه العلاّمة الحجّة البلاغي .
والسين والشين كانا يتبادلان في العبريّة أيضاً ، كان سبط يهوذا يَنطقون بالشين ، وسبط افرايمي بالسين في مثل (اليسوع) و( اليشوع ) .
قال الأُستاذ عبد الوهاب النجّار : ويغلب أن تكون ( الشين ) في العبريّة ( سيناً ) في العربيّة ، كما كان ينطق بها أيضاً سبط افرايم بن يوسف ، وقد كان رجال سبط يهوذا يختبرون الرجل ليعرف أنّه من سبط يهوذا أو افرايمي ، فيأمروه أن ينطق بـ ( شبولت ) ( سُنبلة ) فإذا قال ( سبولت ) عُرف أنّه افرايمي . 
واحتمل في السامريّ نسبةً إلى شامر أو سامر بمعنى ( حارس ) ونُطقُها في العِبريّة ( شومير ) مأخوذ من ( شمر ) أي حرس ، فقد جاء في سِفر التكوين : فقال الربّ لقابيل : أين هابيل أخوك ؟ فأجاب : لا أعلم ، وعقّبه بقوله : هَـ شومير أحي أنو أخي ؟ يعني : أحارسُ أنا لأخي ؟  وما ذكره الحجّة البلاغي أقرب في النظر .

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة